محمود هزيمة
سيخرج علينا محللون وأزلام سفاراتٍ وصناع لحظات النحيب على ما آلت إليه أحوالهم بعد النكسات المتتالية التي وصلوا إليها لأن المقاومة لا تنكسر ..
وزعوا الحلوى رقصوا وشربوا أنخاب فرحهم بقتلنا وأعادوا أيامهم الخوالي مع شارون ومناحيم بيغن وسعد حداد وأنطوان لحد وإتيان صقر وكل من ركب دبابات الاحتلال فاتحاً الطريق من الجنوب إلى بيروت وصبرا وشاتيلاً وصولاً إلى حاجز البربارة والحوض الخامس .
عرف اللبنانيون من يشبههم أكثر ، عرفوا المقاومة التي حمت صليبهم مع الهلال و الكنيسة قبل المسجد لتشق الطريق جنوباً نحو كل فلسطين ..
عرفوا أن النار التي تحرق شعبهم ليست من عدو مجرم فقط ، بل نيران اصحاب النظريات التي أورثتهم الخسران في كل محطةٍ مفصليةٍ تنتقل فيها بنادقهم من يد العدو إلى صدور أبناء الوطن ..
ها هي المقاومة ، كل عنصرٍ فيها قائداً يدير معركة الوجود بوطنيةٍ لا مثيل لها في التاريخ .. وليس مبالغاً القول خيضت معركتين في التاريخ وانتصرت فيهما .. معركة الطف ومعركة أولي البأس .
في معركة الطف أحرقت الخيام على رؤوس ساكنيها وفي هذه الحرب أحرقت البيوت بساكنيها وكله لقضيةٍ تستحق بجدارة الموت من أجلها .
أمةٌ لا تمتلك شهداء تندثر وأمةٌ حدودها الطف حتماً لن تنهزم…